منشور

ما لا تعرفه عن الحياة في ألمانيا

نصف الحقيقة الذي لا يتم الترويج له عن الواقع الألماني

لا يمكن تقييم واقع أي بلد ولا أي شيء إلا بذكر المزايا والعيوب معًا، وإلا تكون الصورة ناقصة وغير كاملة عن حقيقة الواقع. ولكن أعتقد أن المعظم يتحدث عن مزايا العيش في أوروبا وألمانيا. المعظم ينتقد واقعنا العربي ويُظهر الأوروبيين وكأنهم ملائكة وبلدانهم كأنها الجنة. لهذا السبب، أفترض أنكم تعرفون المزايا مسبقًا، وسأقتصر هنا لإتمام الصورة الحقيقة الكاملة، على ذكر العيوب فقط.

غسيل الملابس

رغم أنها ليست الحالة العامة لدى الجميع، ولكن نسبة ليست قليلة من الأبنية السكنية في ألمانيا تتشارك غسالة أو مجموعة غسالات توضع غالبًا في قبو المبنى. ولكل بناء قوانينه، فقد تضع غسالتك التي تملكها في القبو، أو قد تكون الغسالة لصاحب المبنى الذي يضع لك صندوقًا للدفع، حيث لا تعمل الكهرباء إلا عند دفعك لـ 2 يورو! ويبقى مسحوق الغسيل عليك! وهذه حالة جيدة مقارنة بالأبنية التي لا تحوي غسالة أصلًا، مما يضطرك للذهاب لمحل لغسيل الملابس والذي يكون غالي نوعًا ما.

الحضارة المادية

ربما سمعت عن ذلك كثيرًا، ولكن ما تلمسه على أرض الواقع هو أن كل شيء يحسبوه بالقرش. من الصعب أن يوصلك أحدهم بسيارته (حتى من الأصدقاء)، إلا إذا دفعت على الأقل ثمن الوقود. الأكياس في المحلات التجارية ليست مجانية، ومن المعتاد مثلا في متجر ألبسة أن ترى شخصأ اشترى كمية من الثياب الفاخرة والباهظة الثمن، ومع هذا لا يُعطى كيسًا لوضع تلك الثياب فيه إلا إذا دفع ثمنه، والذي يكون بضعة قروش (ربع يورو)..ومع هذا لا يدفع الزبون أيضًا ثمن الكيس، وتراه يحمل الثياب فوق بعضهم وكأنه ذاهب لنشر الغسيل!

البريد الورقي وضريبته

تتلقى في الحالة العادية وفي باقي دول العالم رسائل نصية على الجوال لإعلامك بصدور فاتورة أو ماشابه، ورسائل على البريد الإلكتروني لإعلامك مثلًا بقبولك في الجامعة وغير ذلك. أما في ألمانيا، فكل شيء يصلك لبريد المنزل ورقيًا وفي ظرف. تأكيد استئجار المنزل أو إلغاء الاستئجار، الرقم الضريبي، إشعارات من الجامعة أو مكان العمل، كل شيء يصل ورقيًا بظروف لبريد منزلك، وقد كان ذلك في أغلب دول العالم قبل ثورة الإتصالات والإنترنت، إلا أن ألمانيا لم تغير من طريقة عملها من ذلك الوقت!

البيروقراطية

استكمالًا للنقطة السابقة، لا يوجد في ألمانيا حكومة إلكترونية، كل شيء تريده ويتعلق بالحكومة، سواء تسجيل العنوان أو غير ذلك، يتوجب عليك أخذ موعد والذهاب بنفسك والانتظار في طابور للوصول للموظف لكي تتم معاملتك. وبناءً على ماذكرنا أنهم ماديون، فالحكومة أيضًا مادية، ولتقليل المصاريف، تضع موظف أو موظفَين فقط لكل المدينة والمسؤولين عن قسم معين، وينتظر العشرات والمئات في طوابير لدى موظفَين فقط. وبالتالي إذا أردت تسجيل عنوان منزلك، قد يعطوك موعد بعد شهرين لذلك، وإذا أردت تثبيت عقد عملك فالحالة مشابهة تمامًا، كل شيء بطيء جدًا وعلى الموجة الطويلة..

ينعكس ذلك بشكل مباشر على إيجاد فرص العمل، فأصحاب العمل يسألونك عن مكان إقامتك، فلو كنت في مدينة أخرى في ألمانيا غير المدينة التي توجد بها الشركة، فسسيتم رفضك مباشرة، ﻷنهم يعرفون أن إجراءات الانتقال وحدها وتثبيت ذلك لدى الدولة سيستغرق أكثر من شهر.

ألمانيا الاتحادية

ربما سمعت عن الفيدرالية، ولكن هل تعرف معناها؟

باختصار، قد يتم معادلة شهادتك في ولاية ما في ألمانيا، وتحصل على ترخيص عمل، ولكن إذا ذهبت لمدينة أخرى في ولاية أخرى من ألمانيا، فشهادتك وترخيص العمل لديك غير مقبولين هناك!

المجتمع الكحولي

من العادي جدًا أن ترى شخصًا مخمورًا في الشارع وفي النهار حتى، رغم كثرتهم في الليل تحديدًا، ومن الطبيعي حتى أن ترى فتاة تتناول المخدرات في محطة القطار نهارًا، ﻷن المخدرات مسموحة قانونًا طالما أنها للاستهلاك الشخصي بكميات محدودة! والكلاب تخرج معك في المترو وفي القطار، وبالتالي ستجد رائحة المترو أو القطار أو المصاعد العامة مزيجًا من رائحة الخمر والكلاب وأشياء أخرى..

أوقات إغلاق المحال

البلد بأكملها تقريبًا تغلق عند الساعة السابعة، وسيصبح من الصعب عليك شراء أي شيء بعد تلك الساعة من كل يوم. كما أن يوم الأحد عطلة لدى كل المحال تقريبًا، بما في ذلك متاجر المواد الغذائية، وسيتعين عليك دائمًا أخذ ذلك في الحسبان، كي لا تضطر للخروج يوم الأحد لأماكن بعيدة بحثًا عن لقمة الخبز!

عدم الالتزام بالمواعيد

ستجد أنهم يروجون العكس عن ألمانيا! الدقة في المواعيد! وللأمانة فإن ذلك في معظم الحالات صحيحًا بالنسبة للمواعيد الشخصية مع أشخاص ألمان، أما بالنسبة لمواعيد القطارات والمواصلات العامة، فليس لها أي صلة بالدقة والانضباط، وفي معظم الحالات لا يتم التقيد بها ويوجد دائمًا تأخير.

الشطاف

ليست مشكلة لديهم، ولكنها مشكلة لدينا. قد تحل تلك المشكلة في منزلك بشراء واحدًا وتركيبه، ولكن ماذا عن المراحيض العامة..مشكلة بالفعل أن تقضي حاجتك ولا تجد أي مصدر للماء من حولك!

الفساد

أعلم أن ما يروجون له عكس ذلك..ولكن أوربا كلها تحوي على فساد، إلا أنه غير معلن. على سبيل المثال، تجد شارعًا قد تم قطع جزء منه مع وضع حواجز ولافتات تشير لإصلاحات الطريق، إلا أن تلك اللافتات تبقى كذلك ربما لعام بدون أي إنجاز أو أي جهد مبذول، وذلك ﻷن الدولة تدفع بحسب الوقت، وبالتالي من المربح أن يبقى الوضع على ما هو لأطول فترة ممكنة!

كذلك قضايا التنمر من المدراء والتعامل بشكل سيء مع الطلاب أو الموظفين، مثل ما نشرت قناة DW الألمانية عن قضية معهد ماكس بلانك. https://www.youtube.com/watch?v=jlS7SshkDEA

الإفساد في القيم

وذلك بدءًا من الأطفال في المدارس، وإدخال أفكار تحويل الجنس وأن من حق الطفل اختيار الجنس الذي يريد، بالتزامن مع قوانين تسمح للطفل أن يقرر لنفسه ويجري عملية تحويل الجنس دون موافقة الأهل! وتجد اليوم الكثير من الفتيات، الذين هم شبان في أصلهم، وأصبح من الصعب معرفة الرجل من المرأة من الـ…

خطف الأولاد

والمقصود هنا انتزاع الأولاد من أهلهم عنوةً من قبل الشرطة، والأسباب في غالبها حجج واهية، والمصيبة الأكبر هي إعطاء الشرطة الأولاد لعائلات أخرى، والعائلات الأخرى قد تكون مؤلفة من رجل ورجل متزوجان، أو امرأة وامرأة..فهم وفق القانون يشكلون عائلة! وقد حدث ذلك مع عائلة تركية مسلمة تم أخذ فتاتهم الصغيرة منهم عنوة ليعطوها لرجل ورجل متزوجان! والله المستعان

العنصرية الخفية

ممنوع قانونًا إظهار العنصرية، ولكن النتيجة تقريبًا واحدة. لن يساعدك الموظف أو المسؤول أو المدير بسبب العنصرية، لن يقول لك أنه عنصري أو ﻷنك من العرق الفلاني، إلا أنه ببساطة لن يساعدك ولن يكون ودودًا معك. وقد لا يوظفك صاحب العمل لذلك، ولا يؤجرك صاحب المنزل لذلك، دون إظهار العنصرية بشكل علني.

أزمة السكن

البيوت والعقارات محدودة، والأجانب يقبلون على ألمانيا، والعقارات كما هي دون زيادة، ولا تريد الحكومة أن يكون هناك أي زيادة، تريد أن تبقى الأجارات في ارتفاع مستمر! وﻷخذ فكرة، فاستديو في ميونخ، اي غرفة واحدة، تكلف حوالي 1200 يورو شهريًا.

العطل الرسمية

والتي لا تناسب المسلمين، فأنت مضطر للدوام والعمل في عيدي الفطر والأضحى، كما أنك مضطر للدوام أيام الجمعة. معظم الذين يعملون في ألمانيا من المسلمين لا يذهبون لصلاة الجمعة، حيث لا يُعطى لهم فترة استراحة كافية في وقت الصلاة.

انعدام النخوة

لقد أظهرت تجارب اجتماعية موثقة كيف ان لا أحد لديهم يُقدم على أي مساعدة حتى ولو وجدوا شخصًا يٌخطَف أو يٌقتَل في منتصف الطريق. لا أحد مهتم بأحد، ولا أحد يحب مساعدة أحد. حتى أن قوانين المرور أصبحت تنص على معاقبة أول شخص يمر من جانب سيارة تعرضت لحادث دون أن يتوقف وينزل للمساعدة..أصبحوا يفرضون غرامات وعقوبات محاولةً منهم لإيجاد شيء شبيه بالنخوة في مجتمعاتهم.

الطقس

ربما هذه من السلبيات المعروفة وغير الجديدة، فالطقس عمومًا وفي معظم أيام السنة يكون غائمًا مظلمًا كئيبًا. والشمس وإن طلعت في أيام قليلة، تبقى باهتة. ولهذا السبب تجد لديهم أبنية ملونة، وتبقى الألوان زاهية، ﻷن الشمس ضعيفة، فالشمس القوية ستؤثر بلا شك على الألوان وتفقدها حيويتها، إلا أن ذلك لا يحدث في أوروبا عمومًا.

هذا بالإضافة لعيوب أخرى معروفة مثل الضرائب المرتفعة والقيود القانونية الكثيرة وصعوبة بناء علاقات اجتماعية مع الألمان بسبب انغلاقهم على أنفسهم في الغالب.

هذا المنشور تحت ترخيص CC BY 4.0 بواسطة المؤلف.